مملكة حب عمري
نرحب بالسادة الزائرين ونتمنى ان تقضوا معنا أسعد الاوقات
مملكة حب عمري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مملكة حب عمري

(علاقات انسانية _ثقافي _الأسرة والطفل )
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
»  ماجد المهندس انا حنيت
العلاقات الإنسانية في الإدارة الإسلامية Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 05, 2014 10:29 am من طرف لحن الخلود

» ماجد المهندس - ليش من دون البشر حبيتك؟
العلاقات الإنسانية في الإدارة الإسلامية Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 05, 2014 10:27 am من طرف لحن الخلود

» والله واحشني موت
العلاقات الإنسانية في الإدارة الإسلامية Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 05, 2014 10:25 am من طرف لحن الخلود

» ثمانية اعجبتني حتى ابكتني
العلاقات الإنسانية في الإدارة الإسلامية Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 05, 2014 9:37 am من طرف Admin

»  قلب واحد مش كفايه فى حبي ليك لخالد سليم
العلاقات الإنسانية في الإدارة الإسلامية Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 05, 2014 9:29 am من طرف Admin

» جمالك ستجدينه في الليمون يا حواء
العلاقات الإنسانية في الإدارة الإسلامية Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 02, 2014 2:13 am من طرف Admin

» رجيم لمنطقة الكرش
العلاقات الإنسانية في الإدارة الإسلامية Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 02, 2014 2:08 am من طرف Admin

» وصفة للتخلص من السواد تحت الابط
العلاقات الإنسانية في الإدارة الإسلامية Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 02, 2014 2:05 am من طرف Admin

» أطعمة تتجنبها العروس يوم الزفاف
العلاقات الإنسانية في الإدارة الإسلامية Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 02, 2014 2:02 am من طرف Admin

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




 

 العلاقات الإنسانية في الإدارة الإسلامية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
المدير العام
Admin


عدد المساهمات : 71
تاريخ الميلاد : 05/09/1979
تاريخ التسجيل : 05/08/2014
العمر : 44
الموقع الموقع : بلدى الحبيب
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : أستاذة جامعية
المزاج المزاج : كووووووووووووووووول
تعاليق : اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وأصحابة وسلم سلاما تسليما كثيرا

العلاقات الإنسانية في الإدارة الإسلامية Empty
مُساهمةموضوع: العلاقات الإنسانية في الإدارة الإسلامية   العلاقات الإنسانية في الإدارة الإسلامية Icon_minitimeالخميس أغسطس 14, 2014 8:45 am

العلاقات الإنسانية في الإدارة الإسلامية


المقدمـــــة:
الحمدلله رب العالمين الذي خلق الإنسان ،وجعلهم من أصل واحد، وفضل بعضهم على بعض ليتخذ بعضهم بعضا سخريا، ثم جعل أكرمهم عنده الأتقى .
لقد حث الإسلام في تعاليمه السمحة الى الترابط والتعاون والتعاطف والتراحم وأن هذه العلاقات الإنسانية وغيرها هي ضرورة ملحة لحفظ النظام واستقرار المجتمع ، وبما أن الإدارة في الإسلام لها مبادئ تتسم بها وتتميز بها عن غيرها لأن هدفها أسمى من مجرد تحقيق هدف زيادة الإنتاج بل هدف الإدارة في الإسلام هي الوصول الى مرضات الله تعالى أفرادا وجماعات متعاونين على تحقيق ذلك من باب كلكم راع ومسئول عن رعيته ..
لذلك فالإدارة في الإسلام ركزت على جانب العلاقات الإنسانية لأن الإدارة الإسلامية ليست مادية بحته بل هي إدارة متوازنه .
لذلك فالعلاقات الإنسانية من أوجب السلوكيات التي يجب أن تسود في الإدارة وبها تتحقق الأهداف لكل من الإدارة والعاملين فيها.
وهذا التقرير يحاول جمع شتات هذه الفكرة . نسأل الله التوفيق والسداد

تعريف العلاقات الإنسانية:
تعرف العلاقات الإنسانية على أنها السلوك الأمثل للمدير مع من تحت أمرته، حيث يتعامل معهم بالحسنى لما يحقق الهدف المشترك للإدارة والأفراد العاملين
ولعله من المناسب أن نُعرف هنا العلاقات العامة في الإدارة حتى يزول ما قد يطرأ من التباس بينهما: العلاقات العامة: وظيفة من وظائف الإدارة تقوم بمهمة التنسيق وربط العلاقات بين الإدارة والعاملين وبين الجمهور الخارجي الذي يتعامل مع تلك الإدارة ويقوم بها موظفون مختصون.
[الضحيان , 1991م ,ص162 ]

مدرسة العلاقات الإنسانية:
ظهرت مدرسة العلاقات الإنسانية كرد فعل للنظريات الكلاسيكية الثلاث التي سبق الحديث عنها وهي البيروقراطية والإدارة العلمية والتقسيم الإداري والتي افترضت أن الحوافز المادية هي ما يهم العاملين وبالتالي إهمالها العوامل الاجتماعية والإنسانية. وهذا النوع من الفكر الإداري – التقليدي- ساد خلال مرحلة من مراحل تطور علاقات العمل كان يسيطر عليها الفكر التنظيمي العلمي الذي يهتم بترشيد الأساليب والطرق والهيكل التنظيمي أكثر مما يهتم بالعنصر البشري.
والعلاقات الإنسانية هي ذلك النوع من علاقات العمل الذي يهتم بالجوانب الإنسانية والاجتماعية في المنظمة وهي بذلك تستهدف الوصول بالعاملين إلى أفضل إنتاج في ظل أفضل ما يمكن أن يؤثر على الفرد من عوامل نفسية ومعنوية باعتباره إنساناً وجدانياً وانفعالياً أكثر منه رشيداً ومنطقياً.
ومن الاعتبارات التي ساعدت على ظهور مدرسة العلاقات الإنسانية:
1- ظهور الحركة النقابية وتزايد قوتها مما أدى إلى ظهور مشكلات جديدة في العمل ومن ثم رأى الإداريون أن قوة الحركة النقابية كانت نتيجة لفشلهم في توفير مناخ مناسب من العلاقات الإنسانية وحاولوا العمل على تصحيح هذا الوضع.
2- زيادة ثقافة العمل مما يجعلهم يدركون مشكلات العمل ويطالبون بقيادة إدارية أفضل ويستجيبون للطرق المستخدمة في العلاقات الإنسانية مثل المشاركة في اتخاذ القرارات.
3- كبر حجم المشروعات أدى إلى ظهور مشكلات إنسانية جديدة إذ أصبح من العسير على الإداري الاتصال الشخصي بمعظم العاملين مما أدى إلى ظهور الاتصالات والتنظيمات غير الرسمية.
4- ارتفاع مستوى المعيشة في المجتمع الحديث مما أفسح المجال أمام الإدارة للتركيز على العوامل الإنسانية خاصة وأنه قد تم إشباع الحاجات المادية الأساسية.
5- زيادة تكاليف عنصر العمل مما جعل الإدارة تبذل جهدا للاستفادة القصوى من هذا العنصر، وكان ذلك هو الأساس الذي انطلق منه فريق البحث في تجارب هوثورن.[ النمر , 1409هـ ، ص56]
تجارب هوثورن (1924م-1932م):
تعتبر محاولة إلتون مايو وأعوانه في التجارب المعروفة باسم تجارب هوثورن والتي أجريت في شركة وسترن إليكتريك بمصنع (Howthorne) بمدينة شيكاغو أولى المحاولات المكثفة لدراسة أثر العوامل المادية للعمل على الكفاية الإنتاجية للعاملين.
وقد بدأت هذه التجارب بمحاولة ترمي إلى اختبار العلاقة بين كثافة الإضاءة والكفاية الإنتاجية للعاملين. وجاءت النتائج غير متوقعة مؤكدة وجود متغير جديد هو الروح المعنوية للعمال ودرجة الانسجام والوئام القائمين بين المجموعة العاملة ولذا أجريت تجربة أخرى على متغير آخر ترمي إلى اختبار أثر الراحات ومدتها على الكفاية الإنتاجية فتكررت النتائج غير المتوقعة التي تؤكد تأثير الإنتاجية أساساً بالحالة المعنوية للعمال. فأجريت تجربة ثالثة لاختبار أثر تغيير طريقة دفع الأجور على الكفاية الإنتاجية وتكررت النتائج غير المتوقعة والتي تؤكد أن الإنتاجية ترتبط إيجابياً بالظروف الاجتماعية والنفسية للعاملين أكثر مما ترتبط بالتغيرات المادية التي تدخل على ظروف وأحوال العمل. [ درويش , 1980م ,ص102 ]
وقد توصلت تجارب هوثورن إلى النتائج التالية:
1- ميل الأفراد العاملين في وحدة إنتاجية واحدة إلى تكوين تنظيمات غير رسمية فيما بينهم.
2- تأثير تصرفات الأفراد داخل التنظيم بالإطار الذي ترسمه لهم الجماعة.
3- أن الحوافز المعنوية تقوم بدور حيوي في تحفيز الأفراد للعمل.
4- إن طاقة الفرد للعمل لا تتحدد طبقاً لطاقته الفسيولوجية وإنما أيضاً طبقاً لطاقته الاجتماعية من حيث شعوره بالرضا والتفاهم القائم بينه وبين رؤسائه من ناحية ودرجة التعاون مع زملائه في العمل من ناحية أخرى.
5- دور القيادة غير الرسمية في التأثر على سلوك الأفراد داخل التنظيم من حيث تكوين الجماعات ونمط العلاقات بينهم.
وباختصار، فإن أبحاث وسترن إليكتريك تعد في الواقع بمثابة عودة التفكير السليم إلى علاقات العمل ويرجع ذلك للأسباب التالية:
1- إن هذه التجارب قد أثرت الفكر الإداري بعدد من الفروض والآراء والأفكار التي أسهمت في دراسة وتفهم المواقف الإنسانية والسلوكية في محيط الأعمال.
2- أن هذه التجارب قد مهدت السبيل لظهور منهج جديد في التفكير، وهو المنهج السلوكي الذي يمكن من خلاله اكتشافه المشكلات الإنسانية المعقدة والتعرف على أساليب علاجها.
3- أن هذه التجارب قد ساعدت في إلقاء الضوء على المتطلبات الأساسية الواجب توافرها لخلق التعاون الفعال بين الإدارة والعمال، فالعمال ليسوا أفراداً منعزلين بعضهم عن البعض الآخر ولا يمكن النظر إليهم كوحدات متفرقة فهم يشكلون جماعة واحدة وبتعاونهم وتضافرهم وحماسهم في عملهم يتحقق الهدف الذي يسعى إليه التنظيم. ( الغمري , 1979م ,ص290 )
من هذا المنطلق، يتضح أن دراسة إلتون مايو تعتبر أول دراسة تعني بالسلوك الإنساني في التنظيم، كما تعتبر في الوقت نفسه أولى المحاولات العلمية الجادة والعملية لتفسير أثر السلوك الجماعي على محيط العمل، وضرورة مراعاة الإدارة للعنصر البشري ليس فقط من النواحي المادية، وإنما أيضاً من النواحي النفسية والاجتماعية، فقد أسهمت هذه التجارب في نشر الاهتمام بالعلاقات الإنسانية في مجال العمل، مما أدى إلى كثير من أنواع التغيير في الممارسة الإدارية خلال الثلاثينات والأربعينات من هذا القرن ومن الآثار العملية نذكر ما يلي:
1- ظهرت لأول مرة إدارة مهمة في المشروعات تسمى "إدارة الأفراد والعلاقات الإنسانية" تتولى الاهتمام بحسن استخدام الموارد البشرية المتاحة والعمل على رفاهيتها وحل مشكلات العاملين، بل وصل الأمر إلى حد وجود أقسام للتحليل النفسي داخل هذه الإدارات.
2- بدأت الإدارة العامة والخاصة تعترف بحق العاملين في الحصول على إجازات سنوية وبدأت ساعات العمل الأسبوعية تنخفض تدريجياً حتى وصلت الآن إلى أربعين ساعة أسبوعيا في معظم دول العالم.
3- بدأ الاعتراف بحقوق العمال في الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية فتقررت وجبات للعاملين "خاصة في المصانع والمناجم" وساعة للراحة وتقرر علاج العاملين مجاناً ورعايتهم صحياً والتأمين عليهم.
4- بدأ تدريب الرؤساء والمشرفين على مراعاة أصول العلاقات الإنسانية والمعاملة الحسنة للعاملين معهم حتى ترتفع روحهم المعنوية وتزيد قابليتهم للتعاون. ( عبدالفتاح , 1974 م , ص48)


علاقات العاملين في الإسلام:
1- أكد الإسلام على أهمية العلاقات الطيبة بين الناس، قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات13
2- آيات كثيرة تأمرنا أن نبني علاقات طبية مع الآخرين، ففي قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ)الحجرات12
3- المؤمن أخو المؤمن: عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّه عليه السَّلام يَقُولُ : " الْمُؤْمِنُأَخُو الْمُؤْمِنِ ، كَالْجَسَدِ الْوَاحِدِ إِنِ اشْتَكَى شَيْئاً مِنْهُ وَجَدَأَلَمَ ذَلِكَ فِي سَائِرِ جَسَدِهِ ، وَ أَرْوَاحُهُمَا مِنْ رُوحٍ وَاحِدَةٍ ، وَإِنَّ رُوحَ الْمُؤْمِنِ لَأَشَدُّ اتِّصَالًا بِرُوحِ اللَّهِ مِنِ اتِّصَالِشُعَاعِ الشَّمْسِ بِهَا " هذا حديث نبوي عظيم، فقد اعتبر النبيr أن العلاقات بين المؤمنين يجب أن تكون علاقات أخوة، وهذا أعلى مستوى من العلاقات الطيبة، ولذلك قال تعالى(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) الحجرات: ١٠.
4- لقد أمرنا الله بالإحسان وهذا من أرقى العلاقات الإنسانية أن يحسن الإنسان للآخرين، فيعفوا عمن ظلمه، ويتجاوز عمن أساء له، قال تعالى (وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) البقرة: ١٩٥.
5- أمرنا أن نعفو عن الآخرين ونصفح عنهم، قال تعالى (وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ )النور: ٢٢. وكذلك أمرنا بأن نتعاون على البر والتقوى قال تعالى (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب) المائدة: ٢.
6- أما النبيr فقد كان مثالاً للعلاقات الطيبة فلم يكن يغضب إلا أن تنتهك حرمة من حرمات الله، ولم يكن يشتم أو يضرب أو يتكبر وكان يساعد الآخرين بل كان يقول: "من نفس كربة عن مسلم نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة".
7- وفي حديث عظيم اعتبر النبيr أثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة هو "حسن الخلق" بل قال: "إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً".
فانظروا معي إلى هذه التعاليم التي تهدف لبناء أفضل وأرقى أنواع العلاقات الإنسانية داخل العمل وخارجه، ولذلك لو أننا نقوم بدراسة مشابهة لتأثير تعاليم الإسلام على الإنتاج في العمل، ونقدمها للعالم لينظر إلى عظمة هذا الدين وتأثير تعاليمه القوية.
ولقد كان الإسلام فضل السبق في هذا المجال حيث أكد هذا الدين العظيم ومنذ أكثر من أربعة عشر قرنا على أهمية العلاقات الاجتماعية والإنسانية داخل المنظمات وخارجها.
فالدين الإسلامي في الدرجة الأولى دين الفضيلة والمثل والأخلاق العليا، حيث بينr أن مكارم الأخلاق كانت هدفاً رئيسياً للرسالة "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، تقول عائشة رضي الله عنها في وصف النبيr "كان خلقه القرآن".
ويتمثل اهتمام الإسلام بالعلاقات الإنسانية وتأكيده على ترسيخ مبادئها في كثير من المفاهيم الأساسية للعلاقات الإنسانية، من أهمها العناصر الرئيسية التالية
1- التعاون:
أكد الإسلام في مواضع كثيرة من الكتاب والسنة على أهمية التعاون وإفشاء روح المحبة بين أفراد المجتمع الإسلامي كله، قال (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب) المائدة: ٢. فالآية الكريمة أمر صريح بالتعاون بأمور الخير والنهي عن كل ما فيه إثم أو عدوان. ويقولr "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من رب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه...الخ".
وكان تأكيد الإسلام على أهمية التعاون على الخير إشارة إلى أهمية ذلك في صلاح الأفراد وصلاح المنظمات الإسلامية صغيرة كانت أم كبيرة، يقولr "إن الله يرضى لكم ثلاثة: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم". ( السلطان ,1997م ,ص174)

2. العــدل:
العدل قاعدة عظيمة من قواعد التشريع الإسلامي، تنظم كافة العلاقات والمعاملات الإنسانية والنظرة إلى العدل في الإسلام لا تقف عند الحياة المادية فحسب ولكنها تشمل جميع جوانب الحياة المادية والفكرية والروحية والسياسية والاجتماعية بل تشمل الكون كله لأنه بالعدل قامت السموات والأرض فالحياة لا تستقيم بدون العدل، لذلك يوجه القرآن الكريم النفوس البشرية إلى إقامة العدل، قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) المائدة 8 وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ )النساء: ١٣٥.
وبهذا الأسلوب السامي الرفيع يخاطب الله المؤمنين بهذا النداء اللطيف يحرك القرآن مشاعر تلك النفوس القوامة على أمانة الله والحاملة لدعوة الله والمبلغة هداية الله للبشرية يطلب منها إعداد نفسها إعداد خاصاً مميزاً، وذلك بأن تجعل العدل عنصراً من عناصر تكوينها حتى تكون هذه الفضيلة ديدنها في حياتها لتبلغ بها حد الكمال وتحققها في واقع الحياة ولا يتحقق ذلك حتى يكون العدل خلقاً ومسلكاً. ( الفواز , 1427هـ ,ص146)
3. القصد والاعتدال:
يقتضى السلوك السوي الذي يدعو إليه الإسلام القصد والاتزان في العمل والانضباط والرشد في التصرف، فلا تهاون أو تعنت، ولا تقتير أو إسراف، ولا سلبية أو جمود ولا انطلاق بلا ضوابط أو حدود.
وقد وضع لنا القرآن الكريم القاعدة السليمة في هذا الصدد حين يصف سبحانه المؤمنين فيقول تعالى (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) الفرقان: ٦٧.
ولاشك أن هذه القاعدة الرشيدة تتنافى مع الإسراف الذي يؤدي إلى كثرة الفاقد والضائع من المال والجهد والوقت والمواد، وكذا المبالغة في استخدام الإجراءات والمكاتبات دون مقتض، وتجاوز الاعتمادات المالية وعدم القصد في استخدام المرصود منها.
ومن توجيهات الهدي النبوي في ذلك قول الرسول الكريم "كل واشرب والبس وتصدق في غير سرف ولا مخيلة".
إن التزام القصد والاعتدال فكراً وسلوكاً يؤدي إلى اتخاذ القرار الرشيد والتصرف السديد في مختلف المواقف والظروف المتطورة التي تواجه الفرد في سائر نشاطاته.(عبدالهادي , 1975م ,ص180)
4. المحبة والألفة:
سبق هذا الدين العظيم المفاهيم الإدارية المعاصرة في التأكيد على أهمية المحبة والألفة بين أفراد المنظمة، وإنما عاملان أساسيان في تنمية وتطوير المنظمات الاجتماعية الصغيرة والكبيرة... بل أن الإسلام جعل محبة الآخرين جزءاً متمماً لإيمان الفرد بالله سبحانه وتعالى، يقول الرسولr "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
ويحث القرآن الكريم على حسن الخلق و حسن المعاملة بين الناس (... وقولوا للناس حسناً)

وقوله تعالى (وَقُل لِعِبادى يَقولُوا الَّتى هِىَ أَحسَنُ إِنَّ الشَّيطٰنَ يَنزَغُ بَينَهُم إِنَّ الشَّيطٰنَ كانَ لِلإِنسٰنِ عَدُوًّا مُبينًا ) الإسراء: ٥٣. وقد صور الخالق جل شأنه الكلمة الطيبة أعظم تصوير في قوله تعالى ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)فصلت: ٣٤
هذه بعض الأمور التي حث عليها الإسلام في منهاجه القويم لترسيخ العلاقات الإنسانية بين أفراد المجتمع الإسلامي الكبير وفي المنظمات الإدارية الصغيرة.. وقد تم ذكر هذه المفاهيم على سبيل المثال لا الحصر خاصة وأن العلاقات الإنسانية في المجتمع الإسلامي تمثل مبدأ عظيم اهتم وأكد عليه هذا الدين الحنيف في مواضع متعددة –تفوق الحصر- من الكتاب والسنة.
( السلطان , 1997م , ص177)

5.التدريب:
إذا كان التدريب يعني بمفهومه العام "تزويد الموظف بالمعلومات التي تكسبه القدرة على أداء عمله بكفاية"( خميس 1974م ,ص132)
فإنه من الأولويات التي أكدها منهج الإدارة الإسلامي وعمل بها فكراً وتطبيقاً.. وحيث أن العلم هو المصدر الأساسي لاكتساب القدرات والمهارات والمعارف فقد حث الإسلام على الاهتمام به والتزود منه قال تعالى (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)طه: ١١٤.
وحثr على طلب العلم دون انقطاع وطوال الحياة "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد".
وقد شهد تاريخ الإدارة الإسلامية صوراً ونماذج للتدريب بكافة أشكاله العسكرية والمدنية، على رأس العمل وقبل الدخول في الخدمة. فقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ينصح المسلمين بأن يعلموا أولادهم الرماية والسباحة وركوب الخيل... وهي مهارات يلزم تزود المسلم بها لتلبية متطلبات العصر العسكرية والمدنية وقد قام الرسولr بمصاحبة عبدالله بن عمر عندما كلفه بمهمة الحسبة وذلك لتدريبه على رأس العمل.
روى عن علي رضي الله عنه قوله: "بعثني رسول اللهr إلى اليمن قاضياً فقلت يا رسول الله: ترسلني وأنا حدث السن ولا أعلم بالقضاء. قال: إن الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك، فإذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضين حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول فإنه أحرى أن يتبين لك القضاء، قال فمازلت قاضياً أو ما شككت في قضاء بعد". والرسولr بهذا يضرب أروع مثل للتعليم والتدريب على كيفية أداء العمل قبل البدء فيه. ( خميس,1974م,ص133)

6.الإخلاص:
وفضيلة الإخلاص هي التي تحرك في نفس الإنسان الكريم البواعث ونبيل الحوافز، فلا يتحرك إلى العمل لهوى شخصي، أو غل دنيء، أو رياء موبق، بل يتحرك طلباً لرضا الله سبحانه، وحباً في عمل الخير، ورغبة في التعاون مع كرام الناس، وتطلعاً إلى سيادة الحق والعدل والبر، وهذا لا يمنع الإنسان أن يتمتع بالطيبات وزينة الله في هذه الحياة.
ومن عظيم شأن الإخلاص أننا نجد القرآن المجيد ينسبه إلى أنبياء الله ورسله، صلوات الله وسلام عليهم أجمعين، فيقول في سورة (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ ۚ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا )مريم: ٥١. وقال تعالى في سورة يوسف عن (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السواء والفحشآء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المخلصين )يوسف: ٢٤.



7. استشعار المسئولية:
الشعور بالمسؤولية معيار يربي في نفس القائد الوعي واليقظة والدائمة والبعد عن المزالق وعدم الاستسلام للأهواء، والعدالة والبعد عن الظلم والبغي والاستقامة في جوانب السلوك القيادي والإنسان بوجه عام مناط به التكليف والمسؤولية (إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا( الأحزاب: ٧٢. وقال عليه الصلاة والسلام "ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة"(أخرجه البخاري) وهذا الخطاب شامل لكل من تولى مسؤولية بغض النظر عن حجم مسؤوليته، فاستشعار المسؤولية شرط أساسي للقائد المسلم، وهذه المسؤولية تفجر طاقاته نحو إقامة علاقات إنسانية بشعور المسؤولية والقيم الإسلامية.( الفواز, 1427هـ, ص152)
8. الإحساس بالطمأنينة والاستقرار:
يواجه العامل الجديد عمله وهو يتوجس خيفة ويشعر بأنه لحداثته وعدم مرانه قد يخطئ وقد يكون أضحوكة بين زملائه القدامى وأمام رئيسه المباشر فينتابه القلق في بداية عهده بالعمل.وعندئذ يحتاج إلى أن يؤخذ بيده في رفق وتلطف حتى يجتاز أيامه الأولى وينخرط في مجموعة العاملين كفرد مساو لهم. ويتطلب ذلك مجهوداً خاصاً من رئيسه المباشر في مساعدته وتوجيهه بالحسنى والرفق لا بالقسوة والتكبر والتعالي مصداقاً لقول الله تعالى (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )النحل: ١٢٥.
ويقول الرسولr: "ما من عبد من الله عليه بنعمة فأسبغها عليه ثم جعل من حوائج الناس إليه فتبرم فقد عرض تلك النعمة للزوال" ويقولr "من لا يرحم الناس لا يرحمه الله" ويقول: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه"، ويقولr: "لا تحقرن من المعروف شيئاً، فإن لم تجد فتبسمك في وجه أخيك صدقة".
ويحث الرسول على المساعدة والتعاون والتآخي بين المسلمين فيقول: لأن يمشي أحدكم مع أخيه في قضاء حاجته أفضل من أن يعتكف في مسجدي شهرين"
ولقد نظم القرآن العلاقة بني المسلمين نظاماً يدعو إلى تبادل الاحترام والابتعاد عن التحقير وسوء المعاملة فقال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)الحجرات: 11.
ويدعو الله إلى استعمال الكلمة الطيبة في المعاملة بين المسلمين حيثما كانواقال الله تعالى (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ *تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ )إبراهيم: ٢٤ – ٢٦.
وعن أنس أنه قال: "خدمت رسول الله عشرين سنة فما قال لي في شيء فعلته لم فعلت ولا في شيء لم أفعله هلا فعلت". ولنا في رسول الله أسوة حسنة.( أبوسن , 1996م , ص99)


9. حسن الظن وتبين الأمور:
معيار آخر لجودة العلاقات في السلوك الإداري في الإسلام وهو حسن الظن ما لم يظهر خلاف ذلك فقد نهى الله تعالى في كتابه الكريم عن الاعتماد على الظن لأنه قد يحدث منه أمور عكسية، فالذين لا يعتمدون على الحقائق ويستندون إلى الظن في تقديراتهم للأمور يضلون عن جادة الصواب والحق(وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ)يونس: ٣٦. ومن أقوال الرسولr: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث"(رواه مسلم).

10. التواضع ولين الجانب:
ومن ركائز ومعاير جودة العلاقات الإنسانية في السلوك الإداري للقائد المسلم التواضع ولين الجانب، قال تعالى (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ {لقمان/18} وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ )لقمان: ١٨ – ١٩. ومن الحديث قولهr: "إن الله يحب الرفق في الأمر كله"(رواه مسلم) وهذه الآيات والأحاديث فيها مدح وثناء على المتواضعين المتطامنين وتقبيح وتهجين للمتكبرين المتطاولين المصغرين خدودهم كبراً وتجبراً واستعلاءً على الناس.( الفواز, 1427هـ, ص153)



11. الاستقامة:
كلمة "الاستقامة" مشتقة من مادة "القيام" وفي هذه المادة معنى الملازمة والمحافظة والثبات، وعلى هذا جاء قوله تعالى(وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)آل عمران: ٧٥. أي ملازماً ومحافظاً ويقال: قام عندهم الحق، أي ثبت ولم يبرح، وكذلك جاء في كتاب الله العزيز (لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ) آل عمران: ١١٣. أي جماعة ثابتة على الدين متمسكة به، وفي لسان العرب: الاستقامة بمعنى الاعتدال والاستواء.
وقد تأتي المادة بمعنى الإصلاح والنهوض بالتبعات.
وفي مادة الاستقامة معنى الدوام والاستمرار، وقد جاء في الحديث "استقيموا لقريش ما استقاموا لكم" أي دوموا لهم على الطاعة واثبتوا عليها ما داموا على الدين وما داموا ثابتين على الإسلام. وهذا هو عمر الفاروق يقول: "الاستقامة أن تستقيم على الأمر والنهي ولا تروغ روغان الثعلب"، ومفهوم هذا خلق الاستقامة يبعد صاحبه عن التلون والتذبذب وعن النفاق والرياء، فالمستقيم قد عرف طريقه وآمن بعقيدته ومضى على سبيله لا يميل ولا ينحرف.
لقد كان رسول اللهr هو المثل الأعلى في الاستقامة استقام في حسه ونفسه، وفي قوله وعمله، وفي ظاهرة وباطنه، وفي أمره كله،وبعد أن ضرب القدوة السامية لأتباعه أخذ يحثهم على الاقتداء به والسير على سنته فقد روت السنة أن سفيان بن عبدالله قال يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك، فقال له: "قل آمنت بالله ثم استقم"(رواه مسلم).

العوامل التي تساعد على تحقيق علاقات إنسانية:
1- تنظيم العلاقات بين الأفراد داخل العمل، وإشاعة روح المحبة بينهم وتدعيم العلاقات المبنية على الاحترام المتبادل، ومنح الآخرين الثقة على أن يستمد ذلك من كتاب الله وسنة رسول الله.
2- التوافق بين طبيعة العمل والفرد الذي يقوم به(وضع الرجل المناسب في المكان المناسب) لما لهذا الأمر من أثر كبير في رفع الروح المعنوية وتوطيد العلاقات وزيادة الإنتاج.
3- تنمية المسؤولية الفردية والمسؤولية الجماعية، بالمنظور الإسلامي قالr: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.." متفق عليه، فتحمل العاملين للمسؤولية حسب مواقعهم العملية ومنحهم الثقة، ينمي العلاقات الإنسانية ويزيد من الإنتاجية.
4- تنمية مبدأ الشورى بين العاملين في المنشأة ،فالشورى توحد الصفوف وتكون الشعور لدى العامل بأن له رأياً مما يدعم العلاقات ويوثقها. ( الضحيان, 1991مـ, ص164)
5- تنظيم عملية التعاون وتنميتها بالمفهوم الإسلامي ،فالتعاون والعمل الجماعي في أي منشأة يقوي الروابط وبدعم العلاقات بين العاملين.
6- التعامل مع العاملين بمبدأ التيسير وعدم تحميلهم من الأعمال مالا يطيقون .
7- تنمية مفهوم الرقابة الذاتية والشعور بمعية الله تعالى ورقابته في كل الأحوال في السر والعلن، ومن ثمرات تنمية هذا المفهوم وترسيخه بين العاملين.. تجنب الكثير من النزعات والخلافات وتدعيم للعلاقات الطيبة بين العاملين.
8- تنمية لغة التواصل مع العاملين بالألفاظ الحسنة والكلمات الطيبة ذات المدلول الإسلامي المشبعة بمظاهر الاحترام مثل (قرع السلام ورد التحية- وفقك الله- أحسن الله إليك..) والبعد كل البعد عن عبارات التسلط وألفاظ الأمر والنهي.
9- ضبط العواطف في مواضع الانفعال، كفعل أبي بكر الصديق رضي الله عنه يوم انتقال الرسولr إلى الرفيق الأعلى فلم تزغ الفاجعة بصيرته فقام يذكر الصحابة ويقول: "من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت" وهذا هو الثبات والنضج العاطفي في المواقف الصعبة. ( الفواز, 1427هــ, ص155-ص156)




معايير العلاقات الإنسانية الإسلامية


أن تبنى العلاقات الإنسانية على المبادئ والقيم الأخلاقية الإسلامية



أن تكون العلاقات الإنسانية بمفهومها الإسلامي موثقة وواضحة ومعلنة و معروفة من جميع العاملين في المنشأة



أن تكون العلاقات الإنسانية بالمفهوم الإسلامي عملية مستهدفة وضمن استراتيجيات المنشأة



أن تكون العلاقات عملية شاملة متكاملة لا تقتصر على جانب وتهمل جانباً آخر من جوانب وركائز العلاقات الإنسانية



أن تراعى العلاقات الإنسانية بمفهومها الإسلامي في عملية تقويم أداء العاملين في المنشأة وأن تربط بالحوافز



أن تراعى العلاقات بمفهومها الإسلامي الاتجاه المعاصرة للعلاقات الإنسانية وتقومها وترد جوانبها الإيجابية إلى أصلها الإسلامي



أن تكون العلاقات الإنسانية عملية تعاونية جماعية يلتزم بها جميع العاملين في المنشأة



أن تراعى الطبيعة البشرية في بناء العلاقات وتوجيهها وفق الفطرة الإنسانية والضوابط الإسلامية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://loveadg.7olm.org
 
العلاقات الإنسانية في الإدارة الإسلامية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العلاقات الإنسانية .. كنز لا يفنى
» مفهوم العلاقات الإنسانية
» أهم سلوكيات العلاقات الإنسانية
»  العلاقات الإنسانية في الفقه الإسلامي
» معالم العلاقات الإنسانية في الإسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مملكة حب عمري :: علاقات انسانية :: العلاقات الانسانية فى الاسلام-
انتقل الى: